وكرهت الدولار
أهديها للطفل
محمد الــــــــــــــــــــــــــــــدرة
..................................
في كل صباح
وكغيري من آلاف البشر
أبدأ يومي بسماع الأخبار
تضغط يمناي على زر
فيضاء التلفاز
وأظل أتابع في لهف
ما يحدث
في سوق المال
ترتسم البسمة في وجهي
عند زيادة أسعار الدولار
وتراني حزينا مكتئبا
إن حدث العكس
رائحة الدولار هي عندي
أطيب من ريح المسك
واللون الأخضر في نظري
أبهى الألوان
***
لكن اليوم استوقفني
ما لم يحدث في الحسبان
طفل في عمر الزهرة
أعظم من أعظم فنان
يعزف لحنا غير اللحن
يرسم لونا غير اللون
آلته في العزف .. حجارة
ريشته في الرسم ،، حجارة
واللون السائد في اللوحة
هو لون الدم
***
طفل في عمر الزهرة
يأخذ قلبي بين يديه
يغسله
يعصره
يخرج حظ الدنيا والشيطان
ويعود القلب كما كان
قلبا يعمر بالإيمان
يفرح
يحزن
يتألم
من أجل الإنسان
***
طفل في عمر الزهرة
يفتح كل الأبواب المغلقة
من زمن الخوف
ويحرك ألسنة
أعياها الصمت
ويزلل كل العثرات
ويمهد كل الطرقات
ليعود الابن الضال
لحضن الأم
ويعود الأمل الضائع
ليولد من جديد
***
ما أعظم هذا الطفل
ما أروع هذا الطفل
مات ليحيا
ولتحيى كل الأموات
لو يعلم أعداؤك أن صراخك يوقظ أمة
ما أبكوك
لو يعلم أعداؤك أن دماء ك تحي الموتى
ما قتلوك
من أجلك يا ولدي
أحببت الموت
وعشقت اللون الأحمر
من دون الألوان
من أجلك يا ولدي
أغلقت حسابي في سوق المال
وأقمت حسابا آخر
وكرهت الدولار
وكرهت الدولار
وكرهت الدولار
............