دخلت تجري إلى غرفتها والدموع تهطل أنهارا من عينيها
تجري ودياناً على خديها
رمت بنفسها على فراشها الوتير في نوبة مستمرة من البكاء
اي جبانة هي
لما لم تخبره ...؟لما كانت بكماء...؟
آه لو تكلمت
آه لو أمتلكت الجرأة تلك اللحظة
لأن تقول تلك الكلمة
تلك الكلمة الوحيدة فقط ،ولا شئ غيرها
تلك الحروف الاربعة التى عجزت أبدا ان تقولها ولو لمرة واحدة
إنها تحبه ..!! لماذا لم تمتلك القوة ..؟
لماذا لم تمتلك الشجاعة..؟؟
حتى لو تكلمت
أكان سيسمعها وينصت إليها
أكان سيحن عليها أم يستعصي
أكان سيعطف أم يتكبر
أكان سيرحب ام يتجاهل
أواه يا له من حلم ...لا بل كابوس
آه لو تستيقظ منه
بعد عناء تستغرق في النوم
بعد ساعات
ها هي تستيقظ
تتصارع في داخلها المشاعر من جديد
فهل يا ترى يعلم بأنها تحبه...؟
أيمكن أن يكون يعلم بحبها ويتجاهله عنه..؟
أترانا نكون أحيانا أغبياء فنغمض أعيننا عن الحقيقة
فلا نخضع لصوت عقلنا
حتى يضطر هذا الأخير أن يسحق قلوبنا
بعد أن تكون قد سحقت بدورها كل ذرة من ذرات أجسادنا
فكيف لا يعلم
والحب كالفجر ساعة الإنبلاج
كخيوطه الذهبية المضيئةالتي تشق الظلام منذ اللحظات الأولى
فهل يخفى الحب في العيون والشوق يفضحه
هل يخفى الحب من الصوت والقلق يشرخه
هل يخفى الحب من حرارة اللقاء والحنين يوضحه
تعود تتألم
فقط لو قالت له أحبك ..وكفى
لكن أكان سيسمعها ..لا أنه أخرس
أكان سيفهمها حتى لو تكلمت بكل لغات العالم
لا ..فهوأبله
أكان سيقراها لو كتبتها له .. لا فهو أمي تماما
تعسا له ..وبئسا لقلبها
فلما لا تقذف بحبه هناك في سلة المهملات
آه ستضطر لأن تلقي بقلبها معه
بعد أيام
ليت أنه ليس لديها قلب
ليت أنها لم تحب ولم تعرف الحب
ولا الشوق..ولا نار الحنين إليه
إنها تقرر ..ستقفل بابه هذه المرة
باب حبه و جموده
ذاك البارد كالثلج لا بل أكثر
فحرارة حبها لم يحسها أبدا
لو كان لديه مشاعر لأحس بها
لو كان لديه نظر لرأى إحمرار خديها عند النظر في عينيه
لو كان لديه سمع لسمع دقات قلبها وهي تخفق عند رؤيته
ها هو موعد اللقاء يقترب من جديد
فماذا تراها تفعل..؟؟
لا تفتأ تناضر الساعة فاالأيام تقترب
الساعات تقترب ...الدقائق تقترب...
ولم يتبقى إلا لحظات قليلة لتراه
الصراع في داخلها يحتدم
لا لن تخرج إليه هذه المرة
لن تجعله ينعم بوجودها
لن تجعله يحضى بلحظاتها الفريدة معه
فهو لا يستحقها
ستهرب
ستهرب بعيدا عنه
لن يجدها هذه المرة
ها هي تهرول بعيدا ،تتطاير خصلات شعرها
ولا تتوقف إلاعند شاطئ البحر
ذهبت إليه لترمي عشقها ، حنينها، قلبها
فقد يحضنه بين جنباته بأكثر مما يفعل هو
سيضمها برفق بأكثر مما يقدمه لها هو
سيشيعها على كفيه بدلال ويطوف بها كل جزر وشواطئ العالم
بعد لحظات من غيابها جاء يسأل عنها
أجابوه أنها رحلت إلى البحر
إنطلق يجرى خلفها
يلهث مسرعا
تتساقط أوراق الورود من باقة الأزهار على ذراعيه
جاء متأخرا
متأخرا جدا
يسأل عن حبها ،عن قلبها
أشارت إليه
أنه هناك ...قذفته في البحر