قصة أغنية البارحة يوم الخلايق نياما
ــــــــــــــــ
نمر بن عدوان
125سنه ولازال الناس يتذكرون أقوى مرثية في الشعر النبطي .
يعود اصل نمر بن عدوان إلي عشائر البلقا ، كان شاب شجاع ، وكريم ، وفارس ، وشاعر وكان له احترامه بين القبائل .
من الشعراء اللذين صهرتهم المصائب وصبتهم في قالب الخيال المرير وهزتهم العواصف القاسية من غير رحمة ولا هوادة .
وقصة القصيدة تبدأ ..
إن الشيخ نمر قرر يتزوج ..
وطلب من إحدى قريباته تدله على بنت مزيونة
فقالت يا شيخ نمر مالك إلا بنت الشيخ فلان والشيخ ما يأخذ إلا بنت شيوخ ، المهم إن الشيخ نمر راح للشيخ المقصود وخطب بنته
وكان الشيخ عنده بنت وكانت في غاية الجمال
وهذي هي اللي يبيها الشيخ نمر وبنفس الوقت
عنده بنت أخوه اليتيمة ولكنها ليست على قدر من الجمال مثل بنت عمها ، فقرر الشيخ انه يعطي بنت أخوه للشيخ نمر وتزوجها الشيخ نمر وفي ليلة الدخلة شافها وما عجبته وكان إسمها وضحى .
حست وضحى إنها ما عجبت الشيخ فقررت تشيله على كفوف الراحة عشان ما يصرف النظر عنها .
وفعلا كانت عند عزمها وتدريجا حبها الشيخ نمر إلي درجة الجنون وعاشت معه عشر سنوات كلها حب وسعادة وراحة بال أنجبت له عدد من الأولاد وكان أكبرهم عقاب ، وكانت وضحى تزداد تألقا في نظر حبيبها ورفيق دربها يوماً بعد يوم وكان لها مواقف عظيمة في حياة زوجها ، عاشا على التعاون والحب والمودة والرحمة .
وكانت وضحى معوده الشيخ نمر إنه إذا
جاء الليل تربط الخيل وفي ليلة من الليالي نست تربط الخيل .
المهم إن الشيخ سألها وقال ربطتي الخيل
يا وضحى ..؟؟
خافت إنه يزعل لو درى إنها ما ربطته وقالت إيه يا شيخ ربطته ، ونام الشيخ نمر وفجأة سمع صوت أحد عند الخيل .
أخذ سلاحه وراح يشوف وكانت الدنيا ظلماء المهم حس بحركة غريبة ورمى بالسلاح تجاه الشخص اللي عند الخيل ، يوم راح يشوف من اللي عند الخيل إكتشف إنها حبيبة قلبه وضحى
وماتت وضحى ومن يومها وهو يكتب القصائد المرثية من شدة حزنه عليها .
وهذه أحد مرثيات الشيخ نمر الله يغفر له ولجميع المسلمين :
وأخليكم مع القصيدة
البارحة يوم الخلايق نياما
بيحت من كثر البكا كل مكنون
قمت أتوجد وأنثر الماء على ما
من موق عين دمعها كان مخزون
ولى ونة من سمعها ما يناما
كني صويب بين الأضلاع مطعون
وإلا كما ونت كسير السلاما
خلوه ربعة للمعادين مديون
في ساعة قل الرجا والمحاما
في ما يطالع يومهم عنه يقفون
وإلا كما ونت راعبية حماما
غاد ذكرها والقوانيص يرمون
تسمع لها بين الجرايد حطاما
من نوحها تدعي المواليف يبكون
وإلا خلوج سايبة للهياما
على حوار ضايع في ضحى الكون
وإلا حوار نشقوله شماما
وهي تطالع يوم جروه بعيون
يردون مثله والظوامي سياما
ترزموا معها وقامو يحنون
وإلا رضيع جرعوه الفطاما
توفت أمه قبل أربعينه يتمون
عليك يا شارب لكاس الحماما
صرف بتقدير من الله مأذون
جاه القضاء من بعد شهر الصياما
صافي الجبين بثاني العيد مدفون
كسوه من بيض الخرق ثوب خاما
وقاموا عليه من الترايب يهلون
راحوا بها حروة صلاة الاماما
عند الدفن قاموا لها الله يدعون
برضاه والجنة وحسن الختام
ودموع عيني فوق خدي يهلون
حطوه في قبر غطاه الهداما
في مهمة من عرب الامات مسكون
يا حفرة يسقي ثراك الغماما
مزن من الرحمة عليها يصبون
جعل البخري والنفل والخزاما
ينبت على قبر به العذب مدفون
مرحوم يالي ما مشي بالملاما
جيران بيته راح ما منه يشكون
يا وسع عذري وأن هجرت المناما
ورافقت من عقب العقل كل مجنون
أخذت أنا وياه سبعة اعواما
مع مثلهن في كيف مالها لون
والله كنه يا عرب صرف عاما
يا عونة الله صرف الأيام وشلون
وأكبر اهمومي من بزور يتاما
وإن شفتهم قدام وجهي يصيحون
وأن قلت لا تبكون قالوا علاما
نبكي ويبكي مثلنا كل محزون
لا قلت وش تبكون ؟ قالو يتاما
قلت اليتيم اياي وانتم تسجون
قمت اتشكا عند ربع اعداماما
وجوني على فرقا خليلي يعزون
قالوا تجوز وانس لامه بلاما
ترى العذارى عن بعضهم يسلون
قلت إنها لي وفقت بالولاما
ولو حمعتم نصفهن ما يسدون
ما ظنتي تلقون مثله حراما
ايضا ولا فيهن على السر مامون
وأخاف أنا من عاديات الذماما
اللي على ضيم الدهر ما يتاقون
أوخبلة ما عقلها بالتماما
تضحك وهي تلذغ على الكبد بالهون
توذي عيالي بالنهر والكلاما
وانا تجرعني من المر بصحون
والله لولا هالصغار اليتاما
وخايف عليهم من الدجه يضيعون
لقول كل البيض عقبة حراما
واصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عليه مني كل يوم سلاما
عدة حجيج البيت واللي يطوفون
وصلّوا على سيد جميع الاناما
على النبي يللى حضرتوا تصلون
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد .