قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : من مَقَتَ نفسه في ذات الله أمّنه الله من مقته , وقال أنس رضي الله عنه : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودخل حائطا له فسمعته يقول وبيني وبينه جدار : عمر بن الخطاب أمير المؤمنين , بخٍ بخٍ , والله لتتقينّ الله يا
بن الخطاب او ليعذبنك .
واعلم: أن أعدى عدوِ لك نفسك التي بين جنبيك , وقد خُلِقت أمّارة بالسوء , ميّالة الى الشر , وقد اُمرتَ بتقويمها وتزكيتها وفطامها عن مواردها , وأن تقودها بسلاسل القهر الى عبادة ربها , فإن اهملتها جمحَت وشردت , ولم تظفر بها بعد ذلك , وإن لزمتها بالتوبيخ رجونا ان تصير مطمئنة , فلا تغفلن عن تذكيرها .وسبيلك ان تقبل عليها فتقرر عندها جهلها وغباوتها , وتقول : يا نفس , ما أعظم جهلك , تدعين الذكاء والفطنة وانتِ اشد الناس غباوة وحمقا , أما تعلمين انك صائرة الى الجنة او النار ؟ فكيف يلهو
من لا يدري الى أيتهما يصير ؟! وربما اختطف في يومه او في غده !
"عن أبي برزة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
[ لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه ]
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2417خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
أسألك بالله لو سألتك الآن هذه الاسئلة فماذا تجيب ؟! ألا تشعر أن علامات الحياء تظهر في وجهك ؟ فماذا يمنعك من ان تغير حياتك للافضل ؟ لماذا لا تستطيع ان تترك اللهو والدردشات وكثرة الحديث والمزاح وتستبدله بتلاوة القرآن او بحضور مجالس العلم , او بصلاة تطوع او مساعدة الاخرين في أعمالهم ؟! لا تغتر بشبابك , فالموت لا يعرف سن ولا جاه ولا كبير ولا صغير , يأتيك فجأة , قيل ان احد الشباب مات وهو يغني وقيل ان شاب اخر مات وهو يشاهد فيلم إباحي , واخر واخر ... ألا تظن ان هؤلاء الشباب لم يفكروا في لحظة الموت ؟! بلي ولو سألتهم كيف الموت وكيف القبر ؟! لقالوا انه نهاية كل انسان والقبر أول منازل الاخرة ثم إما جنة أو نار , لكن ما الذي منعهم ان يعملوا بما علموا ؟! انه الغرور , والتمسك بالدنيا وشهواتها ولذاتها الفانية