لا يمكن لأحد أن ينكر الدين الذي يحمله الأبناء للآباء، فهم السبب ـ بعد
مشيئة الله عز وجل ـ في وجودهم في هذا العالم، ولذا فالإسلام يطالب الأبناء
بواجبات تجاه آبائهم، وأن يحسنوا معاملتهم، ومن حقوق الآباء على الأبناء:
1 ـ الاحترام والتقدير وحسن المعاملة.
يقول الله تعالى:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ
كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيمًا الإسراء: ٢٣
أما الأمهات فيتمتعن بمكانة خاصة،
وينبغي الحرص على إحسان معاملتهن ورعايتهن. جاء رجل إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: أمك، قال:
ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أبوك.
2 ـ الحرص على طاعتهم في غير ما يغضب الله أو يخالف أوامره.
3 ـ الحق في تأديب أطفالهم وتقويمهم لينبذوا السلوكيات السيئة، إلا أن هذا
التقويم لا يعني الضرب، فالعقاب الجسدي لا ينبغي اللجوء إليه إلا عند
الضرورة وبشرط ألا يتجاوز حدوداً معينة، فلا يترك علامة، ولا يجوز استخدام
وسائل مؤذية، كما ينبغي أن يكون العقاب على قدر الحاجة.
4 ـ الحق في مشورتهم والاستماع لنصائحهم والعمل بها.
يقول أحد العلماء: استشر والديك في جميع أمورك، والتمس منهم العذر إذا كنت مضطراً للعمل بما يخالف نصيحتهم.
5 ـ الحق في رعايتهم والاعتناء بهم والقيام بأمورهم خاصة عندما يتقدمون في
السن. قال عليه الصلاة والسلام: رغِم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل من يا
رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل
الجنة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى
النبي فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال: هل
من والديك أحد حي، قال: نعم بل كلاهما. قال: فتبتغي الأجر من الله تعالى
قال: نعم. قال:فارجع فأحسن صحبتهما