الخير دياب من الرياض
تدخل الكرة السعودية عبر منتخبها الأول ونادي الاتحاد، مرحلة مهمة وحساسة خلال الفترة القليلة المقبلة، ذلك أنها ستشهد مشاركات مهمة للغاية، فالأخضر مدعو لتصحيح مساره في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم في البرازيل 2014، والاتحاد بات على بعد خطوة من نهائي دوري أبطال آسيا، ولن ترضى الجماهير السعودية بغير التأهل للمونديال والفوز باللقب الآسيوي لإعادة الألق لها.
ويبدو أن الجميع رغم الصعاب يجد في النجم محمد نور السبيل لترجمة هذه الأحلام الكبيرة، إذ إن سيكون هذا اللاعب حاملا لمفاتيح الفرج التي تأملها الجماهير السعودية قاطبة وأبناء جدة بشكل خاص، وربما هذا هو الامتحان الجديد من بين امتحانات عديدة خاضها نور من قبل ونجح فيها، لكنه سيكون بلا شك الأكبر في مشوار النجم الكبير. تعوّد نور على منح فريقه كل القوة التي يحتاجها لتحقيق ما يصبو إليه، فقائد فرقة "النمور" يملك ما يملك من مهارات فنية عالية يطوعها في خدمة زملائه. ولعل الصفات التي "يكتنزها" تجعل منه واحدا من أفضل لاعبي القارة الآسيوية، فهو العقل المدبر وموزع الكرات الأول وصاحب اللمسات الحاسمة، ولكن تمركزه "نظريا" في خط الوسط لم يمنعه مطلقا من الاقتراب كثيرا من المرمى وهز شباك مختلف المنافسين. فالرؤيا الواسعة التي يتمتع بها نور، تجعله مدركا لما يدور من حوله، بل إن تفكيره قد يسبق منافسيه، حيث يقوم بأدوار التخطيط والتنفيذ وكتابة سيناريو المجريات كيفما يشاء، بل ويأخذ دور البطولة التي يستحقها بالتأكيد.
سيكون مشوار نور مع الاتحاد على المحك هذا الموسم فعلاوة على ضرورة استرجاع لقب الدوري السعودي، فإنه سيأتي على خوض معركة "شرسة" أمام جيونبك الكوري الجنوبي في نصف نهائي دوري الأبطال الآسيوي. هذا اللقب الذي ناله الفريق من قبل مرتين متتاليتين في (2004 و2005) ضاع من بين يدي "النمور" في الموسم قبل الماضي أمام بوهانج الكوري الجنوبي في موقعة النهائي (1/2) التي سجل فيها نور هدف فريقه الوحيد. ولذا يتطلع نور إلى قيادة زملائه نحو لقب ثالث يعزز به رصيد "العميد"، ويمنحه تذكرة التأهل لكأس العالم للأندية التي لعب فيها الاتحاد من قبل مرة واحدة كان فيها من بين الهدافين.