الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة من سلسلة (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) هذا النداء الرباني الجميل. حيث نستعرض في هذه السلسلة بعضا من فضائل الأعمال لكي نحافظ عليها ونستشعر المعاني التي فيها حتى ننال فضلها بإذن الله تعالى.
إخواني الكرام...
تخيلوا أنكم في امتحان، ودرجة الامتحان من مائة، وجاء سؤال اختياري في الامتحان يطلب كتابة كلمة ما مائة مرة ودرجة هذا السؤال عشرون درجة. لا أتوقع بأن الطالب العاقل سوف يترك هذا السؤال الاختياري البسيط ويفرّط في عشرين درجة أعتبرها أنا مجانية. ماذا يساوي خمس دقائق مثلا في كتابة كلمة ما مائة مرة والحصول على عشرين درجة بهذه السهولة؟.
حياتنا إخواني الكرام كذلك عبارة عن امتحان فيها أسئلة إجبارية وأسئلة اختيارية، فالإجبارية منها هي الفروض ولا نستطيع تركها بأية حال. ولكن دعونا ننتقل إلى الأسئلة الاختيارية وهي كثيرة جدا في هذه الحياة، والله تعالى يعطينا فرصا كثيرة للحصول على درجات عالية وبأمور بسيطة. مثلا دعونا ننظر إلى هذا الحديث الجميل حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يومٍ ألف حسنةٍ ! فسأله سائلٌ من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنةٍ؟ قال: يسبح مائة تسبيحةٍ، فيكتب له ألف حسنةٍ، أو يحط عنه ألف خطيئةٍ" .رواه مسلم.
لست مجبرا أبدا على قول سبحان الله مائة مرة، ولكن هل تفرط في ألف حسنة بمجرد قول سبحان الله مائة والذي قد لا يأخذ منك أكثر من دقيقتين. حديث آخر يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الحمد لله و سبحان الله و لا إله إلا الله و الله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة" حسنه الألباني. أيضا لست مجبرا أبدا على قول هذا الذكر ولكن اسأل نفسك مرة أخرى، هل ستفرط في هذا الأجر والذي قد يأخذ منك ثوان فقط لأنه اختياري وليس بفرض.
ينبغي لنا أن نعيد التفكير مرة أخرى خاصة أننا في زمن كثرت فيه الفتن ونحتاج إلى مكفرات للذنوب.
نسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
طيف الاستشهاد ; توقيع العضو |
|