لأني أُحبك .. أُحبك ..؟؟
مضي شهران وهي تحاول تجاهله فتتناساه لتنساه حتى تُكمل باقي أيام حياتها فتشغل نفسها بأشيائها وأشياء غيرها حتى لا تجد متسع من الوقت لتُعيدها إليه الذكريات
هي تركته ... اعتقدت أن هذا سيكون الحل من كل الحنين و الأرق و التفكير و الآلام اعتقدت أنها بهذا وضعت حد للعشق داخلها وأنها منعت تجاهه فيض الأشواق
اعتقدت أنها بهذا تحميه منها / قلبها / عشقها / ألمها / جرحها / انكسارها, اعتقدت أنها بذلك قد حافظت علي قلبه من نزف دماءه بسبب طعناتها وحافظت علي عينيه من سهر الليل و من المعاناة
وأوهمت نفسها بالراحة حتى تستطع أن تنام وتغلق تلك العينان و مثلت دورها حتى يُصدقها من حولها وهى من داخلها لا تشعر بالراحة ولا بالأمان
في يوم.. حين وضعت رأسها على وسادتها تستعد لأن تغلق جفنها ارتسم هو من حولها على الجدران سمعت صوته يحيط من حولها المكان و رائحته تمتزج مع أنفاسها في كل الزفرات شيء غريب هذا الحنين المفاجىء له, كيف ومتي و لماذا فقد مضى شهران فمن المفروض أنها استطاعت أن تحيا بدونه وهو قرر بدونها الحياة
لم تستطع النوم والعين لا تنام بل صارت ترسم لها ما مضي معه من أيام
فقررت العروج على مكانها ومكانه بجانب البحر لعلها تسمع أخباره من الأمواج ذهبت والليل زاد برودة بجانب برودة القلب بعد هِجرة الأحباء
ذهبت إلى نفس المكان وجدت هناك الكثير والكثير من العشاق فالشاطىء ليس به لها مكان وجدت صخرة كبيرة يجلس عليها عاشق و ليس هناك غير هذا المكان مكان
ذهبت وهى ترتعش من برودة الليل و رزاز الأمواج, جلست وهى تشهق و بصعوبة تأخذ أنفاسها ولكن حين لمحت البحر تذكرت كل شيء أوهمت نفسها به بالنسيان وكأن فراقه كان أمس أو من عدة أيام تذكرت كل شيء تذكرت حتى أنها لم تكن تعرف ماذا تذكرت أو ماذا كان, تشتت منها نظراتها و على حين غرة منها لمحت من جانبها تلك العينان
شيء غريب تخيلته أم ماذا؟ كيف يكون لدية نفس العينان نظرت إليه في وقت كانت عيناه هو أيضاً عن عينيها تبحثان
وفي تلك اللحظة برق البرق وأضـــــــــــــــــــــاء السماء
اضطربت و امتزجت دمعاتها برزاز الموجات وهو لم يتفوه بكلمه واحده بل عبر عن دهشته بصمت الفاه ولم تتحرك عيناها عن عينه و هو لم يلفت نظره غيرها اى انتباه
هو صمت كان يشتاق لسماع صوتها, كان يشتاق لسماع أنفاسها, أن يملأ عينيه بحقيقتها ليس صورة لخيالها, كان جدا يشتاق لكلماتها لضحكاتها لدمعاتها ..... جدا هو كان يشتاق لها
هي خرجت منها الكلمات مُبعثرة حروفها وأخذت تلملم تلك العبارات التي يُخرجها فاهها , هي لم تستطع أن توقف فيض الدمعات رغم تصاعد الضحكات ليس فقط من فاهها بل كانت الضحكات من داخل قلبها كانت تريد أن تُسمعه دقاتها وهي تنبض وتنادى عليه بأسمه
قررت أن تقول له بصمت الفاه وتحكيه والقلب من داخلها يناديه : كم أشتاقك وكم كل ليل في وحدتي كنت أناديك , كم احتجت إليك و في غيابك كانت ضالتي والآن اهتديت, كم كنت أوهم نفسي بنسيانك رغم أني لحظة ما نسيت, كم كنت أتصفح رسائلك كلما شعرت بوحدتي فمعك يوماً ما كنت وحيد, كم كنت اكتب رقمك علي وريقات الشجر و أجعلها تتطاير لعلها يوما تأتيك, كم كنت أكتب لك رسائل من دمي, و كم كنت أقتل نفسي كلما أقول لها لقد نساكي فعليكِ أنتِ أيضا أن تنسيه,ولم أشعر أنكَ فارقتني شهران بل كانوا أعوام وأعوم وأعوام, ولكنكَ ها أنت هنا تراني و تحفظني و ترعاني رغم بُعدي و مرادي رغم جرحي و طعناتي رغم رغبتي و بسببي تساقطت من عينيك الدمعاتِ, فآآآه من قسوتي معكَ و آآآآآآآه منكِ يا آهاتي
كان يسمعها كان علي إدراك تام بكل كلمه نطق بها قلبها و كتبته بالدماء عروقها و شرايينها فتخللت أنامله دمعات على وجنتيها و قال لها كنت أنتظرك دوماً وأنا علي يقين بقدومك قد كان بحري يحكي لي رغم النهار غروبك كان يقول لي أنكِ في داخلكِ بدوني ضعيفة رغم صمودك
وقال لي قلبي لا تتركها فقد اخترتها لكَ قبل أن تراها عيونك, لا تتركها فهي تسكنني و تتخلل دماء عروقك, لا تتركها فهي رغم الكبرياء تحتاجك, لا تتركها فهي وحدها القادرة علي تضميد جروحك, لا تتركها فكما أنت تريدها هي تعوزك
ابتسمت هي جدا ابتسامه ملأت وجهها نورا و قالت له ....... لأني أُحبكَ .. أُحبكَ
•-ذبہحہنہي غہلآكـہ -• ; توقيع العضو |
|